فن وثقافةمجتمعمنوعات

«ألف حلقة وحرقة»…صرخة فنية في وجه الواقع الإجتماعي

متابعة: سعيد المسعودي

في إطار المشروع الثقافي “في رحاب سوس”، الذي تنظمه جمعية تمازيرتينو بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و بتعاون مع المجلس الجماعي لأكادير، و بتنسيق مع جمعية تناس لخير المعروفة و المشهورة على صعيد جهة سوس ماسة بالأعمال الإجتماعية و الخيرية و التي تعمل من أجل الصالح العام في كل مكان و الجمعية الإنسانية لحماية الأيتام و جمعية نجوم إنزكان للجمباز،

نظمت كل هذه الجمعيات المذكورة أعلاه يوم الأحد 02 نونبر 2025، بساحة لاكورا بكورنيش مدينة أكادير عرضًا مسرحيًا متميزًا تحت عنوان «ألف حلقة وحرقة»، وسط حضور جماهيري لافت ضم فاعلين جمعويين، ومهتمين بالشأن الثقافي، وعددًا من عشاق الفن المسرحي.

يأتي هذا العرض في إطار الأنشطة الثقافية والفنية ذات الطابع الجمعوي، التي تهدف إلى تعزيز الفعل الثقافي بمدينة أكادير، وجعل الفضاءات العمومية منابر مفتوحة للتعبير الفني، والتفاعل المباشر مع الجمهور.

وعلى هامش هذا المشروع قدّمت فرقة العمل المسرحي «أمز آرت AMZ ARTS» ،عرضًا نابضًا بالحياة، جمع بين الدراما والكوميديا السوداء، حيث تناولت المسرحية قضايا المواطن المغربي البسيط وما يعيشه من معاناة يومية، وحرقة داخلية، في مواجهة الفساد، والبطالة، والبيروقراطية، وغلاء المعيشة.

العنوان «ألف حلقة وحرقة» يعكس بعمق دائرة المعاناة المتكررة التي يعيشها الإنسان في واقع مليء بالتحديات، حيث تتشابك الأحداث في شكل رمزي يُظهر كيف يتحول الأمل أحيانًا إلى ألم، وكيف يصبح الصبر حلقة أخرى في سلسلة لا تنتهي من الانتظار.

تميّز أداء الممثلين لأعضاء فرقة «أمز آرت AMZ ARTS»، بالحيوية والانسجام، مع اعتمادهم على الارتجال الإبداعي، والحوار القريب من لغة الشارع المغربي، مما جعل الجمهور يتفاعل بشكل كبير مع المشاهد، بين الضحك والتأمل، والتصفيق الحار.

كما نجح الإخراج في توظيف الفضاء المفتوح للساحة العامة بشكل ذكي، مما قرّب المسرح من الناس وجعلهم جزءًا من المشهد نفسه، في تجربة فنية تفاعلية قلّ نظيرها.

ويأتي هذا العرض ضمن رؤية المشروع “في رحاب سوس” الرامية إلى إحياء الموروث الثقافي الأمازيغي، وتثمين الفنون الأدائية والمسرحية، وتعزيز التعاون بين الفاعلين الثقافيين والجمعويين من أجل مشهد فني سوسي مشرق ومتجدد.

ويُذكر أن تنظيم هذا اللقاء الجمعوي يندرج ضمن برنامج ثقافي متكامل يروم تثمين الفنون الدرامية ودعم الطاقات الشابة بمدينة أكادير، في انسجام تام مع التوجه الوطني الرامي إلى ترسيخ قيم الإبداع والمواطنة الثقافية.

بفضل هذا التنسيق المثمر بين الجمعيات الشريكة، جسدت الأمسية نموذجاً ناجحاً للتكامل بين العمل الثقافي والاجتماعي والرياضي، مؤكدة أن الفعل الثقافي يمكن أن يكون جسراً نحو الإبداع، التضامن، والانفتاح على العالم.

اختُتم العرض بتصفيقات طويلة من الجمهور، وتعبير عن الإعجاب بالفكرة والجرأة في الطرح، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات الفنية تساهم في نشر ثقافة المسرح في الفضاء العام، وتُعيد لهذا الفن النبيل مكانته كمرآة تعكس واقع المجتمع وتدعوه للتغيير.

https://www.facebook.com/paraelmoumen

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى