استطاعت المجموعة الغنائية “صابا” بفضل مجهوداتها الجبارة، وتجربتها المتراكمة في ميدان الفن الموسيقي، إخراج أغنية تراثية هادفة جديدة إلى الوجود، انتقت لها هذه المرة عنوان لالة عرعارة الذي يناسب تراث مدينة الرياح الصويرة المغربية. ولم يكن اختيار هذا العنوان هكذا عبثا، وإنما تم لاعتبارات ذاتية وجدانية متعلقة بالشاعرة المتألقة ابتسام انفاوي صاحبة القصيدة الموظفة في الأغنية السالفة الذكر، تمجيداً لمدينة الصويرة و أخرى موضوعية مرتبطة بشكل عام بالثقافة المغربية و الهوية و التاريخ و جغرافيا المجال. لقد كانت الغاية من إخراج هذه الأغنية إلى الوجود، على وجه الخصوص التعريف بالثقافة المغربية و تأكيد الارتباط بالهوية الوطنية و المحافظة على التراث الثقافي المغربي و حمايته من الاندثار. أغنية لالة عرعارة ركزت على الموروث الثقافي الصويري، ولامست أبعاده، و أشارت إلى الصانع التقليدي الذي بدأت الساحة الثقافية تفقده، يوما بعد يوم بسبب إقصاء وتهميش الأدوار التي يقوم بها و المجهودات التي يبذلها في سبيل الحفاظ على الموروث الثقافي المادي منه و المعنوي. كما تطرقت الأغنية إلى كل الأمور التي اشتهرت بها مدينة الرياح الصويرة والتي تجذب السياح من خارج الوطن و داخله، من كل حدب وصوب كالنوارس التي اعتبرتها الأغنية رُسُلُ الخير، ورياحها الشديدة و شاطئها الجميل و رمالها الذهبية الرائعة، وأناسها الطيبين الكرماء. كما ذكرت المعالم الأثرية التاريخية القديمة الضاربة في عمق التاريخ، و الدروب العتيقة الملونة بالأزرق. وفي ختام الأغنية تم إرسال توصية للمتلقي و للجهات المعنية بالقطاع الثقافي و الفني بالصانع الحرفي التقليدي وفيه دعوة للمغاربة قاطبة بالاعتناء و الاهتمام بهذا النوع من الصناعة و المحافظة على التراث الثقافي المغربي.
وقد ساهم في هذا العمل الفني الثقافي النبيل:
قصيدة الشاعرة المتألقة: ابتسام انفاوي.
تلحين الفنان القدير: كريم قدوس.
أداء المجموعة التراثية المحترفة: “صابا”
إخراج: عبد الصمد خراز.
الترجمة إلى الإنجليزية: حذيفة بناصر.
وهذا الفريق المنسجم مستعد من جديد لإخراج ألبوم غنائي تراثي هادف لكل المتعطشين للثقافة المغربية عموما، هذا الألبوم سيشمل جميع مناطق المغرب في القادم من الأيام إن شاء الله.
سعيد المسعودي
https://www.facebook.com/paraelmoumen