بنكيران وفن السباب: مسرحية البؤس التي لا تنتهي
في عالم السياسة، يُفترض أن يكون الفشل حافزًا للتعلم والتطور، ولكن يبدو أن السيد عبد الإله بنكيران قد اكتشف طريقًا أكثر بساطة، وهو طريق السب والشتم. بعد سلسلة من الإخفاقات في تدبير شؤون حزبه، قرر بنكيران أن يُجرب حظه في مسرحيات الاندفاعات العاطفية، متوجهاً إلى الشباب ورئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش بسهام لاذعة ونابية. هل هناك أفضل من السباب لتغطية العجز عن تقديم حلول ملموسة؟
يبدو أن بنكيران يظن أن المهاجمين يسيرون في مسارٍ مُستقيمٍ نحو الحلول، بينما الواقع يُظهر أن هجماته أصبحت نوعًا من الرقص الساخر على أنغام الفشل. فبدلاً من الاعتراف بأن أيامه في الساحة السياسية قد ولّت، نجد أنه يتشبث بالركض خلف الأضواء بطريقة يائسة، محاولاً بائساً جعل من انتقاده للطاقات الشابة ورئيس الحكومة الحالي مادة رئيسية في مشهد سياسي لم يعد يعبأ بما يقدمه.
وفي حين أن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي، يُظهر جدارة واضحة في إدارة شؤون البلاد، بفضل النجاح والتفوق الذي حققه في مختلف المجالات، يبدو أن بنكيران يتجاهل هذه الحقيقة الواضحة لصالح الاستمرار في لعبة الشتم التي أصبحت تُميز خطاباته. ربما يكون بنكيران قد حصل على دور كوميدي غير متوقع، حيث يجسد ببراعة “دور المتذمر الذي يركض خلف الأضواء”.
إذن، في عالم السياسة حيث تتطلب المسؤولية دقةً وجرأة، يبدو أن بنكيران يفضل الظهور في دور الهامشي الساخر، الذي يستمتع بلعب أدوار الهجوم بدلاً من المساهمة في بناء شيء ملموس. إن أداءه المثير للشفقة، وأسلوبه في السباب، يجعلانه نموذجاً فكاهياً في مسرحية السياسة المغربية، حيث يحاول التظاهر بالتمرد ضد النجاح بدلاً من الاضطلاع بمسؤولياته المفقودة.
السباعي مصطفى