أخبار العالمدوليمنوعات

طرفاية….. تحتضن النسخة الأولى من منتدى “CASAMAR – دار البحر” لتعزيز الوعي بالبيئة البحرية

احتضنت مدينة طرفاية، من 19 إلى 21 غشت 2025، النسخة الأولى من منتدى “CASAMAR – دار البحر”، الذي شكّل منصة فريدة للاحتفاء بالبيئة البحرية وتعزيز قيم التنمية المستدامة في المناطق الساحلية بجنوب المملكة.
نُظم المنتدى من طرف جمعية أجيال للتربية والبيئة، بشراكة مع جمعية محبي البحر للصيد تحت الماء والمحافظة على البيئة، وبدعم من عمالة إقليم طرفاية والمجلس الجماعي للمدينة، ما يعكس قوة التعاون المؤسساتي في خدمة القضايا البيئية.
وتزامنت فعاليات المنتدى مع الاحتفالات الوطنية بذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، مما أضفى على التظاهرة بعدًا رمزيًا يعكس التزام الشباب المغربي بالمحافظة على البيئة وصون الثروات الطبيعية.

في الكلمة الافتتاحية للسيد جمال الحيراش، مؤسس منتدى CASAMAR، وابن مدينة طرفاية، حيث أكد أن افتتاح هذه النسخة الأولى جاء ثمرة رؤية جماعية منفتحة، وإيمان عميق بقوة المبادرات المحلية في إحداث الأثر الإيجابي؛ إيمانٌ ينسجم مع الرؤية المتبصّرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى ترسيخ ثقافة التنمية المستدامة، وتعزيز انخراط المواطن، وخاصة الشباب، في حماية البيئة وصون الثروات الطبيعية.

منتدى دار البحر ليس فقط محطة للتأمل والنقاش، بل هو فضاء للفعل والتوصيات العلمية، وفرصة لتوحيد الجهود من أجل مستقبل مشرق و مستدام .

و بحسب تقارير دولية، يتم إلقاء أكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك سنويًا في المحيطات، ما يجعل البحار مهددة بفقدان تنوعها البيولوجي، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 90% من الطيور البحرية ابتلعت نفايات بلاستيكية مرة واحدة على الأقل في حياتها.
أما على المستوى الوطني، فيكشف تقرير للوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة أن 70% من النفايات التي يتم جمعها في الشواطئ المغربية ذات أصل بلاستيكي، وهو ما يستدعي مبادرات محلية قوية مثل منتدى “CASAMAR – دار البحر”.

عرف المنتدى تنظيم ندوة علمية كبرى شارك فيها دكاترة ومتخصصون في مجال البيئة ومسؤولون ورؤساء مصالح وفاعلون جمعويون، وتم خلالها تشخيص أبرز الإكراهات البيئية التي تواجه الساحل المحلي، مثل تلوث الشواطئ بالنفايات البلاستيكية، وتراجع بعض الموارد البحرية، إلى جانب تحديات مرتبطة بالتربية البيئية. كما تم التطرق في هذه الندوة إلى أهمية التنمية الترابية كمدخل أساسي لمعالجة هذه الإشكالات، وذلك من خلال ربط حماية البيئة البحرية بالتخطيط الترابي المستدام والعدالة المجالية.

وخلصت الندوة إلى جملة من التوصيات، أبرزها:

  1. العمل على حماية وتثمين التراث البحري، باعتماد معلمة كاسامار كنموذج رمزي يجسد ذاكرة البحر وهوية المدينة.
  2. تأهيل شاطئ كاسامار بهدف الحصول على اللواء الأزرق، كعلامة دولية تضمن جودة البيئة الساحلية والنظافة والسلامة.
  3. دعم وتكوين تعاونيات الصيد البحري في مجالات التثمين، المحافظة البيئية، والتدبير المستدام للثروات البحرية و الاقتصاد الازرق المستدام .
  4. تعزيز التربية البيئية داخل المؤسسات التعليمية والجمعيات، من أجل ترسيخ وعي بيئي مستدام لدى الأجيال الصاعدة.
  5. تشجيع المبادرات الشبابية المعنية بحماية السواحل والتنوع البيولوجي البحري و توحيد الجهود بين الجمعيات المحلية .
  6. تحفيز الابتكار المحلي في ميادين إعادة التدوير، والاقتصاد الأزرق، كرافعة للتنمية البيئية والاقتصادية بالمنطقة.
  7. تعزيز مراقبة السواحل وحماية التنوع البيولوجي.
  8. تشجيع المشاريع المبتكرة في إعادة التدوير والطاقة النظيفة، من خلال محاولة نقل التجارب الناجحة في جهات أخرى من المملكة.

شهد المنتدى إقبالاً جماهيريًا واسعًا، خصوصًا من الأطفال والشباب، حيث شارك أكثر من 800 مستفيد في ورشات تربوية وترفيهية وعلمية طيلة أيام المنتدى . وتنوعت الأنشطة بين التجارب الميدانية في الغوص، ورشات حول آثار التلوث والنفايات البحرية، التعرف على التنوع البيولوجي، وإعادة التدوير والفنون البيئية. كما حظيت ورشة “أجيال منقذي الحياة البحرية” بإقبال خاص، إذ هدفت إلى غرس قيم حماية الكائنات البحرية وتشجيع الأطفال على أن يكونوا سفراء للبيئة في مدارسهم وأحيائهم.
ويطمح منتدى “CASAMAR – دار البحر” إلى أن يصبح محطة سنوية مرجعية في جنوب المملكة، تواكب الاستراتيجية الوطنية للمحافظة على البيئة البحرية، وتغرس ثقافة الاستدامة والتنمية الترابية بين الأجيال، مؤكداً أن حماية البيئة مسؤولية مشتركة تتطلب التعاون بين المؤسسات والمجتمع المدني والمواطنين.

https://www.facebook.com/paraelmoumen

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى