أخبار العالممجتمع

قراءة في الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة الاولى من السنة التشريعية الحالية

*محمد عسيلة

التضامن والإيمان: نحو فجر جديد من الأمل والإصرارفي لحظات تُحكى عن الإرادة والصمود، وتُرسم ملامح الأمل في كل مكان وزمان، تكون كلمات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مصدر إلهام وتوجيه لشعبه الوفي.إنه خطاب ينبض بروح الوحدة والإيمان، يُعبّر عن حُزن الأمة ويُلهم الأمل في القلوب، ويُشير إلى الضوء الذي يُظهر نفسه على الأفق، محملًا بالإيمان الراسخ والتحدي الثابت نحو مستقبل مشرق.

الكلمات التي تُلقى من عرش الرحمة والحكمة، تمتد كَيَدِ العون والتضامن نحو كل روح تسعى للعبور من تحديات الزمان إلى الأمان، مُعبّرة عن الإصرار الذي والعزم الذي لا يُنال. يتجلى في هذا الخطاب، روح الأمة التي تسعى للنهوض من جديد، مُستلهمة من القيادة الرشيدة التي تُظلها بالأمان والرفعة.وفي هذه الكلمات، نجد معاني الإخلاص والعطاء، ونرى إشراقات الأمل تتسلل بين الجُمل لتُعانق قلوب المستمعين، مُقدمة مظلة من الحماية والتوجيه نحو مستقبل يرفل بالأمان والاستقرار.تحت ظلال الأحداث الحزينة التي مرت بها المملكة، تم تلقي خطاب ملكي ذا نغمة محورية عميقة وتطلعات مستقبلية.

فقد ابتدأ الخطاب الملكي السامي أولاً بتعبيرات الحزن والمواساة للمتضررين بسبب الزلزال الذي هز الأرض والنفوس، مُظهراً صورة للتضامن والكفاح المشترك بين الشعب المغربي قاطبة.وهنا، كانت الثقة بالله والقبول بقضائه جزءًا لا يتجزأ من الرسالة، مُحملاً معه دعوات صادقة للمتضررين والشهداء. تجلى في الكلمات تقدير عميق للجهود التي بُذلت من قبل العديد من الأطراف، بدءًا من القوات المسلحة ووصولاً إلى المغاربة كلهم في الداخل والخارج.وفي إطار الاستجابة والتعافي، كان هناك تأكيد على مواصلة مسيرة البناء والإعمار، مع التركيز على تقديم يد العون للأسر المتضررة وتأهيل المناطق التي تضررت.

وتجسد هذا في الشكر الذي وُجه للدول التي قدمت الدعم في هذه الأوقات الصعبة.وعندما يُلقى الضوء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، يُظهر الخطاب حرصًا ملحوظًا على وحدة الأسرة وحمايتها ككيان أساسي في المجتمع، مع إطلاق برامج الدعم الاجتماعي والحماية الاجتماعية التي تستهدف مختلف شرائح الأسر.

ومن هذا المنطلق، فإن مكافحة الفقر وتحسين مؤشرات التنمية تأتي في صدارة الأولويات، بتطبيق استراتيجيات وبرامج تعتمد على تحقيق تقدم ملموس في الحياة اليومية للمواطنين.الحكومة، من جانبها، تُكلف بتنزيل هذه البرامج في إطار شامل وواضح، مُستعينة بتكنولوجيا وأساليب عصرية لضمان فعالية التنفيذ، مع الالتزام بمبادئ التضامن والشفافية والإنصاف في توفير الدعم وتحقيق التنمية.الحكامة الرشيدة للمشروعات وتقييمها بشكل دوري هي أمور ذات أهمية خاصة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، وهنا يُظهر الخطاب الملكي السامي دور البرلمان أهميته في تجسيد القيم وتنزيل الإصلاحات.

التشديد على دور البرلمان كفاعل أساسي في تحقيق التغيير، يعكس إدراكًا بأهمية المشاركة الديمقراطية والرقابة البرلمانية. وبالاختتام، تأتي آيات القرآن لتؤكد على الثقة والتفاؤل بالمستقبل، مُرسلة رسالة عن التسليم للإرادة الإلهية والشكر على النِعم رغم التحديات.يُسطّر خطاب أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، رسائل الأمل والصمود في صفحات التاريخ، مُلهمًا فينا الإيمان بأن الوحدة والتكاتف هما سرّ النجاح والتقدم.يأبى الشعب المغربي إلا أن يظل صامدًا ومتكاتفًا تحت راية العرش الألوف، مُتجاوزًا تحديات الزمن بإرادة قوية وإيمان دائم.

في الأمام نحو مستقبل يُسطّر بأيادي الأوفياء، ويُبنى على أسس العدالة والتضامن، ونحو غدٍ يُزهر بالأمان والرخاء للوطن والمواطن.وليظل شعار “الله، الوطن، الملك” رمزًا للوفاء والانتماء، وقوة تُعيد تشكيل ملامح الغد بالإيجابية والأمل.

*استاذ باحث في قضايا الدين والثقافة والهجرة – ألمانيا، استاذ محاضر بالمدرسة العليا للعلوم الاجتماعية التطبيقية بكولونيا، ورئيس جمعية العائلة المغربية للثقافة والشباب.

https://www.facebook.com/paraelmoumen

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى