
محمد المومن –
أجواء احتفالية امتزج فيها عبق التراث بنكهة العسل الطبيعي، أسدل الستار مساء الأحد على فعاليات الدورة التاسعة عشرة لمهرجان العسل بجماعة أقصري، وكان المسك الختام حفلاً فنياً كبيراً تألّق فيه الفنان المغربي لحسن أنير، الذي نجح في تحويل السهرة الختامية إلى لوحة فنية نابضة بالحياة والإبداع.
نُظِّمت دورة هذا العام تحت شعار “اكتشاف أسرار العسل وتعزيز السياحة الجبلية”، وشهدت على مدى ثلاثة أيام عروضاً متنوعة جمعت بين المعارض، والأنشطة البيئية، والفقرات الثقافية والفنية التي أبرزت مكانة جماعة أقصري كوجهة طبيعية وسياحية مميزة. وكان الجمهور المحلي والوافد على الموعد مع برنامج غني، توّج بحفل فني استثنائي في ليلته الأخيرة.
صعد الفنان لحسن أنير المنصة وسط استقبال حار من عشاق الأغنية الأمازيغية، مقدّماً باقة من أشهر أعماله التي تمزج بين الإيقاعات التقليدية والنَفَس العصري، وتحمل في طياتها رسائل إنسانية واجتماعية عميقة. بصوته الدافئ وأدائه المميز، نجح في شدّ انتباه الحضور وإدخالهم في رحلة موسيقية تعكس ارتباطه الوثيق بالطبيعة والإنسان.
عرف أنير بمسيرته الفنية الغنية بألبومات مثل “تيفاوين” و“القنديل”، إضافة إلى أعمال مصوّرة مثل فيديو كليب “أناروز” الذي يعالج قضايا الشباب والهجرة والانتماء، وهو ما جعل أغانيه حاضرة بقوة في وجدان الجمهور الأمازيغي والمغربي عموماً.
السهرة الختامية لم تكن مجرد حفل فني، بل لحظة تلاقت فيها الثقافة والفن والتراث في أبهى صورة. فقد تفاعل الجمهور الكبير الذي ملأ فضاء المهرجان مع كل نغمة، وردد الأغاني مع الفنان، لتتحول الأمسية إلى عرس جماعي يخلّد قيم التضامن والفرح والاعتزاز بالهوية الأمازيغية