ملتقى إغير ن ءوكادير: حيث تلتقي الثقافة بالسياحة، وحيث يحتفي الفن بالإنسان.
في رحاب شمال مدينة أكادير، وبين ثنايا الطبيعة الآسرة التي تمزج بين زرقة البحر وخضرة الجبال، تنظم جمعية إغير ن ءوكادير، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية النسخة الثانية عشرة (12) من ملتقى إغير ن ءوكادير للثقافة والسياحة. يأتي هذا الحدث الثقافي الفريد تخليدا لحلول السنة الأمازيغية الجديدة 2975، واحتفاءً بالإقرار الملكي السامي لهذه المناسبة كعيد وطني سيتم الاحتفال به بشكل رسمي لأول مرة في المغرب، وذلك خلال أيام 17 و18 و19 يناير 2025. تحت شعار:
فلنحتفل بماضينا، ولنبني مستقبلنا. فتاريخنا يشهد، وثقافتنا تحيا.
هذا الملتقى، الذي أضحى محطة سنوية لها وقعها المتميز في المشهد الثقافي والسياحي للمنطقة، يُطل على محبيه بسفرٍ عبر الزمن لإحياء الموروث الأمازيغي العريق، واستحضار القيم الإنسانية التي تناقلتها الأجيال. إنه موعدٌ يلتقي فيه عبق التراث مع حداثة العصر، لينبثق منه احتفالٌ يمزج بين الألوان، الألحان، والأذواق، في أجواء من التعايش والتسامح الثقافي.
ملتقى الأصالة والجمال:
يجسد الملتقى نافذة مفتوحة على الثراء الثقافي والحضاري لمنطقة أورير تمراغت، تلك القرية التي تحمل ألقابًا رمزية مثل “قرية الأمواج” و”نهر الموز”، حيث تلتقي أمواج البحر الهادئة مع التلال الوارفة. ومن خلال هذه التظاهرة، تسعى الجمعية إلى تعزيز إشعاع الثقافة الأمازيغية، وتكريسها كرافد للتنمية المستدامة والسياحة المسؤولة.
برنامج يحتفي بروح الإنسان والمكان:
ينبض برنامج الملتقى بفعاليات ثرية تحتفي بروح الإنسان والمكان، وتبرز خصوصيات المنطقة بأبعادها الثقافية، الفنية، والسياحية، ومن أبرز فقراته:
مسابقة في فن الطبخ الأمازيغي، لاختيار “أحسن شاف” تشارك فيه متدربات نادي النساء بأورير، بالتعاون مع جمعية توكمان الناشطة بالمنطقة، لتقديم أطباق أمازيغية أصيلة.
عرض للأزياء الأمازيغية التقليدية، تقدمه نساء وفتيات المنطقة، في إطلالة تُبرز جمال الموروث الأمازيغي وأناقة تفاصيله.
عرض بعنوان: “كأس العالم 2030: أفق استثماري للطبخ واللباس المحليين وتمكين المرأة.” من تقديم الأستاذ محمد المودن رئيس مبادرة سوس ماسة.
اشراك السياح الأجانب في الاحتفال من خلال تخصيص لهم أمسية فنية بشاطئ إيموران، للتعريف بالثقافة المحلية.
ليلة العرفان، حفل تكريم يسلط الضوء على شخصيات بارزة ساهمت بإسهاماتها المتميزة في تعزيز قيم الثقافة والمجتمع، ومن بين المكرمين:
الحقوقية فاطمة الشعبي
الإعلامي مبارك إدمولود
الأستاذ خليد سكوتي
الفاعل المجتمعي الحاج أحمد بازين
الممثل والفاعل الخيري الحاج سعيد المودن
فنون على إيقاع التراث:
سيتخلل الملتقى أمسيات فنية تُحييها أسماء لامعة في سماء الفن الأمازيغي، تجمع بين العذوبة والمرح، ومنهم:
الفنانة المحبوبة فاطمة تمنارت
الفنان المقتدر كريم نجوم سوس
الفنان الشاب لحسن أنير
الفكاهي المبدع محمد قيمرون
فرقة أحواش الحسين عواد حاحا الشهيرة،
إلى جانب مفاجآت فنية أخرى.
أورير تمراغت: أسطورة الطبيعة والإنسان
إن اختيار قرية أورير تمراغت لاحتضان هذا الملتقى لم يكن اعتباطياً، فهي مرآة تعكس أصالة الأرض وسحر الطبيعة. بموزها المميز وشواطئها ذات الأمواج المثالية، تأسر القلوب وتستقطب عشاق ركوب الأمواج، هواة الجبال، ومحبي الاستكشاف. أورير تمراغت ليست فقط بقعة جغرافية، بل هي روحٌ تجمع بين الماضي والحاضر، بين التراث والحداثة.
رسالة الملتقى:
إن هذا الملتقى، الذي يُطفئ شمعته الثانية عشرة، يرسخ رؤية الجمعية في جعل الثقافة جسرًا للتواصل والتعايش، ومُحفزًا للتنمية المحلية المستدامة. وبين تحديات الحاضر وآمال المستقبل، تواصل الجمعية مسيرتها بشغف لإبراز مكنونات هذا التراث الثقافي الفريد وذلك رغم كل التحديات.
ملتقى إغير ن ءوكادير: حيث تلتقي الثقافة بالسياحة، وحيث يحتفي الفن بالإنسان.