سعيد أمزازي يترأس لقاءا تواصليا بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ترأس السيد سعيد أمزازي والي ولاية جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان صباح اليوم السبت لقاء تواصليا حول برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد الجهة تحت شعار (ألف يوم الأولى: أساس مستقبل أطفالنا).
وانطلقت العملية، بزيارة والي سوس ماسة والوفد المرافق له لمعرض مشاريع متنوعة، ممولة في اطار البرنامج الثالث “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب” للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
عقب ذلك، أشرف الوالي أمزازي، عبر سلسلة من التدشينات التي تهدف إلى تعزيز إدماج الساكنة المستهدفة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وضمان ولوجها إلى الخدمات الأساسية.
وكانت البداية بتدشين وحدتين طبيتين تم اقتناؤهما من طرف اللجنتين الجهوية والاقليمية للتنمية البشرية، كما قام بتسليم مفاتيح شاحنة لنقل الأسماك لفائدة تعاونية الصيد التقليدي سوس.
بعدها قام الوالي امزازي بتسليم مفاتيح وحدة متنقلة لفائدة جمعية الأمل للأطفال مرضى التوحد، وتسليم مفاتيح وحدة متنقلة لفائدة فيدرالية جمعيات مرضى القصور الكلوي كما قدمت له بالمناسبة معطيات وشروحات حول هذه الوحدات ودورهما.
وتندرج هذه الوحدات المتنقلة في اطار تعزيز الخدمات الاجتماعية للقرب وتحسين الولوج إلى الخدمات الأساسية في قطاعات الصحة ودعم الأشخاص في وضعية هشة، لاسيما المحور المتعلق بمساعدة المسنين والمرضى والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بدون موارد. وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للأشخاص المصابين بالفشل الكلوي، وكذا تخفيض كلفة العلاجات للمستفيدين من الفئات المعوزة. ولتؤكد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مدى التزامها بالعناية المتواصلة ورعاية الأشخاص المصابين بالقصور الكلوي.
بعد ذلك ترأس الوالي السيد سعيد أمزازي بمقر ولاية جهة سوس ماسة أشغال اللقاء التواصلي المنظم بمناسبة الاحتفاء بالذكرى 19 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي عرف حضور أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية ورؤساء اللجان المحلية للتنمية البشرية ورؤساء المصالح اللاممركزة للدولة الإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني.
وفي مستهل كلمته بالمناسبة، أكد السيد سعيد والي جهة سوس ماسة، أن الاحتفال بالذكرى السنوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ،بتاريخ ً 18 ماي 2005، يتيح لنا الفرصة للتأمل في إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وآثارها إلايجابية على العنصر البشري في بلدنا.
وأبرز والي سوس ماسة، أن المرحلتان الأولى 2005-2010، والثانية 2011-2018، قد مكنت من تغطية جزء كبير من العجز المسجل على مستوى الولوج إلى البنيات التحتية والخدمات ألاساسية.
وسعت الملرحلة الثالثة 2019- 2023 من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أشرف جاللة الملك محمد السادس على انطالقتها يوم ألاربعاء 19 شتنبر 2018 تحصين المكتسبات ،وتجاوز معيقات التنمية البشرية،مرتكزة :على أربعة برامج:
البرنامج ألاول: تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات ألاساسية بالمجالات الترابية ألاقل تجهيزا، من أجل فك العزلة وتحسين الظروف السوسيو-اقتصاديةللفئات المعوزة،
البرنامج الثاني: مواكبة ألاشخاص في وضعية هشاشة، وذلك بالتكفل وإعادة إلادماج الاجتماعي لهذه الفئات،
البرنامج الثالث: تحسين الدخل وإلادماج الاقتصادي للشباب، باعتماد مقاربة ترابية مبنية على مواكبة القرب وتثمين المؤهلات والثروات المحلية،
البرنامج الرابع:دعم التنمية البشرية للأجيال الصاعدة، من خلال الاستثمار في الرأسمال البشري.
وقد ارتأى النظر، أن يتمحور الاحتفال هذه السنة حول موضوع “ألف يوم الأولى من الحياة: أساس مستقبل أطفالنا”، بعدما عرفت الدورات السابقة محاور ذات الصلة بالنهوض بالتنمية البشرية، تتمثل في:
وشدد المسؤول الترابي على أن الألف يوم الأولى من حياة الطفل، تعتبر فترة حاسمة للتنمية البشرية وتمثل في رأي جميع الخبراء، نافذة للتطور السريع والحاسم الذي له تأثير دائم على صحة ورفاهية الجيل الجديد في المستقبل. ويجد هذا الاختيار مبرراته من الوعي بأهمية الاستثمارفي الرأسمال البشري الأم والطفل عبر رعاية صحية وتغذية جيدة لتحسين مؤشرات التنمية البشرية بتوجيه الاهتمام نحو الفرد في جميع مراحل الحياة بدءا بالألف يوم ألاولى كفترة محورية تتيح للطفل تملك آلاليات الضرورية ملواجهة التحديات وتمنحه فرصة النجاح في مختلف مجاالت الحياة املدرسية والعملية وبالتالي املساهمة الفعالة في بناء مغرب الغد.
وأقتبس والي سوس ماسة، بالمناسبة مقتطف من نص الرسالة السامية التي وجهها جاللة الملك إلى المشاركين في الدورة ألاولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية بتاريخ 19 شتنبر 2019 بالصخيرات، يقول فيها جاللته أعز الله أمره:
[…] وإذاكانت بلدنا قد بذلت مجهودات جبارة في ميدان الاهتمام بالطفولة المبكرة، من خالل تقليص نسبة الوفيات لدى الحوامل وألاطفال، وكذا نسبة تأخر النمو وتحسين التغذية، والاستفادة من التعليم ألاولي والخدمات الصحية لهذه الفئة، فإن الو اقع لا يزال يعرف عجزا ملموسا على هذا المستوى، بفعل ضعف التنسيق في إعداد السياسات العمومية، وغياب الالتقائية والانسجام في التدخلات والذي تزيد الفوارق المجالية
والاقتصادية والاجتماعية من حدته.[…]. انتهى كلام صاحب الجلالة.و أشار والي سوس ماسة، الى أن معدل الوفيات النسفاية لا يزال أعلى مرتين ونصف في المناطق القروية منه في املناطق الحضرية، مما يؤدي إلى وفاة آلف ألاطفال كل عام ) يموت أكثر من15000 طفل كل عام قبل سن الخامسة( منها %60 خالل أول 28 يوما من الحياة(. ومن هنا تبرز الحاجة امللحة إلى العمل على تحسين فرص حصول النساء وألاطفال على الرعاية الصحية الالزمة، وخاصة في املناطق القروية أو المعزولة.
وتظهر نفس الفوارق في مجال آخر لا يقل أهمية عن صحة ألامهات وألاطفال ألا وهو التغذية. ويواجه المغرب هنا تحديا مزدوجا:
أولا، تأخر النمو الذي الذي يزال يعاني منه أكثر من طفل من كل خمسة أطفال في المناطق القروية وواحد من كل عشرة أطفال في المناطق الحضرية؛
ثانيا: زيادة الوزن و السمنة – والتي تتم ملاحظتها بشكل رئيسي في المناطق الحضرية حيث تؤثر على %10,8 من ألاطفال.
وهذا ما دفع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خالل المرحلة الثالثة، بعد أن شهدت تحولا حقيقيا نحو الرأسماال البشري، إلى تكريس مجهودات مهمة لايام الألف ألاولى من الحياة. وتهدف جميع التدابير المتخذة إلى تحسين الحالة التغذوية، والحصول على الرعاية والرصد قبل وعند وبعد الولادة.
واستعرض والي سوس ماسة، إلانجازات التي تحققت خلال المرحلة الثالثة، و على مستوى عمالة أكادير إداوتنان، تم إنجاز حوالي 414 مشروعا، رصد لها غلاف مالي إجمالي يقدر ب 616,371,298,40 درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 217.551.898.10 درهم )بنسبة %35.30(،موزعة حسب البرامج كالتالي:
البرنامج الأول:تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات ألاساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، مشروع واحد بتكلفة 3.000.000.00 درهم؛
البرنامج الثاني: مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة 89 مشروعا بتكلفة 218.823.132.24 درهم؛
البرنامج الثالث:تحسين الدخل وإلادماج الاقتصادي للشباب 211 مشروعا بتكلفة 196.094.131.03 درهم؛
البرنامج الرابــع:الدفع بالتنمية البشرية لألجيال الصاعدة 113 مشروعا بتكلفة 198.454.035.13 درهم.
وقد تم التركيز على تنمية الرأسمال البشري بشكل عام وتنمية الطفولة المبكرة بشكل خاص من خلال توزيع أطقم خاصة بالأمهات والرضع الى جانب تجهيز بعض المراكز الصحية بالوسط القروي لتجويد الخدمات الصحية المقدمة في إطار محور صحة ألأم والطفل، استفاد منها ما مجموعه3621 أم و 2915 طفل.
وعلى هامش الاحتفال بالذكرى 19 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، سيتم إطلاق حملة تواصلية وطنية حول الـ 1000 يوم الأولى من الحياة، والمرتكزة على العلوم السلوكية خاصة فيما يرتبط بالتنمية الذهنية والحسية لدى الطفل وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في الفترة من 18 ماي إلى 18 يونيو 2024 ويتمثل الهدف منها في تعزيز وزيادة الوعي بالأهمية الحيوية لهذه الأياما الألف الأولى، وبالتالي تعبئة جميع الشركاء المعنيين على المستويين الوطني والجهوي.
وفي ختام كلمته، وبعد أن تقدم بالشكر لجميع الفاعلين في منظومة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكذلك شركائنا على الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف التي حددها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لهذا “المشروع الملكي”. دعا والي سوس ماسة إلى مواصلة التعبئة للمضي قدما نحو تحقيق مهمتنا المشتركة.
واستحضر المسؤول الترابي مقتطف آخر من الرسالة الملكية السالف ذكرها:
[…] إيمانا منا بأهمية التصور الجديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي يجعل من الاستثمار في الجوانب اللامادية للرأسمال البشري أولوية ألاوليات، باعتبارها منطلق إلاصلاح، وقاعدة بناء المستقبل، فإنه ينبغي تعميم هذا التوجه في بلورة وتنفيذ السياسات العمومية الاجتماعية، من أجل إيجاد حلول ناجعة للمشاكل الحقيقية للساكنة، من خلال اختيار أفضل المقاربات، وابتداع أنجع السبل الكفيلة بتجاوز معيقات التنمية البشرية الشاملة. […].
لكن، بالرغم من النتائج المحققة على صعيد هذه الجهة، يقول والي سوس ماسة، فإنني أهيب بكم إلى ضرورة مواصلة المجهودات المبذولة وأخذ الأولويات بعين إلاعتبار، على أساس ترشيد إلاعتمادات المتوفرة لتحقيق النجاعة والفعالية اللازمة، لمواجهة هذا التحدي وربح الرهانات المطروحة.
عقب ذلك قدم السيد رئيس قسم العمل الاجتماعي عرضا تناول فيه عرض حصيلة المبادرة الوطنية فيما يتعلق بالبرنامج الرابع محور صحة الأم والطفل.
وعلى هامش أشغال اللقاء اطلع الوالي رفقة الحضور على نماذج بعض المشاريع تم عرضها بمقر ولاية سوس ماسة، حيث تخلل أشغال اللقاء عرض شريط فيديو لبعض المشاريع الشبابية الممولة في طار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية البرنامج الثالث محور ريادة الأعمال، ليقوم بعد ذلك بالتوجه الى الحي المحمدي، حيث أشرف على مراسيم تدشين مركز التفتح والابتكار،
وشيد مركز التفتح والابتكار للشباب بالحي المحمدي، على مساحة اجمالية تقدر بـ 2680 متر مربع منها 1851 متر مربع مغطاة، حيث يستهدف حيث يستفيد من خدماته حوالي 500 مستفيد ومستفيدة من الخدمات النهارية يوميا،
ويهدف المركز، الذي تم انجازه بكلفة اجمالية 11 024 394,00 درهم، تكوين الشباب واكتشاف المواهب والتشجيع على الابتكار.
ويتكون مركز التفتح والابتكار للشباب بالحي المحمدي، من الطابق السفلي وبضم قاعة الانتظار، ثلاثة مكاتب، الكتابة، قاعة الأرشيف، ثلاث مرافق صحية، ومرفق صحي للأطفال، ثلاث قاعات للمطالعة، وأنشطة أخرى، ثلاثة أقسام مقر تقني
في حين يتكون الطابق الأول من قاعة المطالعة، وقاعة للأطفال، قاعة محو الأمية، مكتب، قاعة الرسم، قاعة المعلوميات، مرافق صحية، مكتبة، مقر تقني،
أما الطابق الثاني يتكون، من ورشة الحلاقة، قاعة التكوين والاجتماعات، ورشة الطبخ، ورشة الموسيقى، ورشة الفنون التشكيلية، مرافق صحية، مقر تقني، بهو،
كما حظيت أنزا بنصيبها من برنامج التدشينات، من خلال تدشين وحدة مركز آخر للتفتح والابتكار بحي تدارت أنزا،
وشيد مركز التفتح والابتكار للشباب حي تدارت أنزا والذي تم تشييده على مساحة اجمالية تبلغ 833 متر مربع (980 متر مربع مغطاة) ويستهدف هو الآخر فئة الشباب، حيث يستقبل يوميا ما بين 200 الى 250 مستفيد ومستفيدة من الخدمات النهارية يومياً
ويهدف المركز، الذي أنجز بكلفة اجمالية تصل 6 364 292,00 درهم، اكتشاف المواهب والتشجيع على الابتكار
ويتكون من الطابق السفلي، ويضم الاستقبال، الادارة، قاعة الاجتماعات والتكوين، حضانة، ورشة الحلاقة، قاعة متعددة الاستعمالات، مقر تقني، مرافق صحية،
أما الطابق العلوي، يضم قاعة الاعلاميات، قاعتان للدراسة، ورشتان للخياطة، ورشتان للطبخ، قاعة للموسيقى، مرافق صحية، بالاضافة لى تجهيزات أخرى.
وبحي أنزا دائما، أشرف والي سوس ماسة، على تدشين مركز استقبال وتوجيه النساء ضحايا العن بحي تدارت أنزا. والذي أنجز على مساحة 825 متر مربع (1260متر مربع مغطاة) بكلفة اجمالية تصل 6.829.808,00 درهم،
وتبلغ طاقته الاستعابية 46 مستفيدة من الايواء مع أطفالهن و 60 مستفيدة من الخدمات النهارية،
ويهدف مركز استقبال وتوجيه النساء ضحايا العنف بحي تدارت انزا، الرفع من جودة الخدمات المقدمة للنساء ضحايا العنف اجتماعيا وتوفير الظروف المناسبة لأيواء وطعام النساء ضحايا العنف
ويتكون المركز، من الطابق تجت أرضين ويضم مطبخ، قاعة الأكل، قاعة متعددة الاستعمالات، مغسلة، مخزن، مقتصدية، مرافق صحية، بهو
في حين يتكون الطابق السفلي، من قاعة الاستقبال، صالونان، خمسة مكاتب، قاعة التمريض، مقر تقني، حضانة، ورشة،
وتجدر الاشارة إلى أنه سيتم إطلاق حملة تواصلية وطنية حول الـ 1000 يوم الأولى من حياة الطفل، المرتكزة على العلوم السلُوكيةِ، بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في الفترة من 18 ماي إلى 18 يونيو 2024. ويتمثل الهدف منها في تعزيز وزيادة الوعي بالأهمية الحيوية لهذه الأيام الألف الأولى، وبالتالي تعبئة جميع الشركاء المعنيين على المستويين الوطني والجهوي.
وللتذكير فَإِنَّ حصيلة المرحلة الثالثة 2019-2023، تَتَجَلَّى في تسجيل انجاز 414 مشروعا ونشاطا بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 616.371.298,40 درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 217.551.898,98 بنسبة% 35,30.