الإطار الوطني زكرياء بنجعفر : كرة القدم الوطنية – نتائج متميزة توازيها عشوائية التأطير وهواية التسيير وضعف التكوين جهويا
في هذه الساعة المباركة بماذا سأبدأ ، هناك فواصل متتابعة واحدة تلو الأخرى حول ما يسمونها ب (الجلدة) ، فالمستديرة عنوان بارز بمعاني متعددة يبقى أهمها ما تعيشه كرة القدم الوطنية في بلدنا المغرب الحبيب من تناقض بل أعتبره إنفصاما في شخصيتها بكل المقاييس ، فمن جهة هناك نتائج جيدة للمنتخبات الوطنية ، حيث لا يفوتني أن أبارك الإنجاز الكبير لمنتخبنا الأولمبي بأولمبياد باريس وإستمرار التفوق والتطور المغربي على المستوى الخارجي .
لكن فاصلتي اليوم لا تَنفي أن هناك معاناة كبيرة و عشوائية لا حدود لها في التسيير والتأطير والتكوين على مستوى القاعدة وخاصة الفئات الصغرى داخل الأندية وخاصة أندية العصب الجهوية .
إخفاق تام على المستوى الجهوي ، لا يمنعني من باب الإنصاف وأظن أنه إجماع من جميع المتبعين والمهتمين بشؤون كرة القدم الوطنية ان فترة عمل المكتب الجامعي الحالي برئاسة فوزي لقجع تعتبر فترة ذهبية وأفضل حِقبة عبر تاريخ جامعة الكرة ببلدنا الحبيب ، لكن وجب علي كإطار وباحث في شؤون المستديرة أن أُلفِت النظر إلى مجموعة من السلبيات التي تتطلب منحها الأولوية القصوى والإهتمام الكبير من أجل أن تكتمل الصورة لمواصلة الريادة قارياً ولما لا عالميا في ظل البنيات التحتية والمنشئات الرياضية التي أصبحنا نتوفر عليها بشهادة أغلب المنتقدين عبر العالم .
هنا أطرح سؤال مهما ، خصوصا في ظل إنجازات منتخب الكبار والمحلي وأخيرا الأولمبي الذي أعتبره جزءا من المنتخب الأول ، أين نحن قاريا تم عالميا على مستوى الفئات السنية التي غابت عن التتويج منذ حوالي 25 سنة.
هنا تدفعني غيرتي للبحث عن الخلل والذي أُجزِم انه في ضعف التكوين في مجال كرة القدم ، ففئاتنا تعيش وضعا كارثيا بكل المقاييس خصوصا على المستوى الجهوي وهو الحجر الأساس للتكوين بكبريات الأندية ، حيث يظل توجيه الإهتمام الكامل بالواجهة ( الفريق الأول ) وعشوائية التسيير وعدم الإكثرات بالفئات العمرية في أي نادي من الأندية ، مع غياب مؤطرين أكفاء لهم من التجربة والتكوين في الميادين ما يكفي لصناعة نجوم الغد من أهم أسباب الفشل ، فالمدرب في هذه المرحلة يجب ان يكون مربيا قبل أي شيء ، تم مدربا يتقن التواصل بعيدا كل البعد عن لغةٍ الشارع ، فليس من هب ودب يمكن له أن يعطينا منتوجا صحيا وذو جودة فقط لأنه يتوفر على شهادة تدريب، فالعديد ممن يتوفرون عليها لا يفقهون شيئا في المستديرة والمستطيل الأخضر ، ناهيك عن مسيرين همهم الإسترزاق تم الإسترزاق وأخيرا الإسترزاق وهذا موضوع أخر له من الأسهم الكثير في فشل منظومة التكوين الجهوية في بلادنا أو بالأحرى منطقتنا .