سياسة

الشبيبات الحزبية… هل اقتصرتم على البكاء على الأطلال؟

في الوقت الذي تواصل فيه الشبيبة التجمعية جهودها الرائعة لرفع مستوى الرهان من خلال أنشطة نوعية في جميع أنحاء المملكة، أجد نفسي أتساءل: أين أنتم أيها الشبيبات الحزبية الأخرى؟ هل اكتفيتم بالتفرج على إنجازات غيركم، أم أنكم مشغولون بالبكاء على الأطلال؟

الشبيبة التجمعية ليست مجرد اسم، بل هي حركة حقيقية تضع الشباب في قلب اهتماماتها. من تنظيم ورشات تأطيرية إلى أنشطة ثقافية ورياضية، استطاعت الشبيبة التجمعية أن تصل إلى كل زاوية من زوايا المملكة، وتُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة الشباب. بينما أنتم، للأسف، تكتفون بالجلوس في مكاتبكم وتبادل الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، كأنكم في سباق للشكوى.

أين هي الأنشطة النوعية التي نظمتها الشبيبات الأخرى في مختلف القطاعات؟ هل تظنون أن الانتقادات الجريئة ستغير شيئًا في واقع الشباب؟ بينما تخرج الشبيبة التجمعية كل يوم لتؤطر الشباب في مهارات جديدة، وتقدم لهم فرصًا لا تُحصى، أنتم تختارون العزلة والانتقادات الفارغة.

هل يعقل أن تتركوا الشبيبة التجمعية وحدها في المعركة، بينما تكتفون بالتفرج والتعليق من بعيد؟هل تظنون أن الانتقاد على السوشيال ميديا هو ما يحتاجه الشباب المغربي اليوم؟ إذا كانت الشبيبة التجمعية قادرة على التأطير والتواصل الفعال، فما الذي يمنعكم من القيام بالمثل؟

الشباب يحتاج إلى تمثيل حقيقي، يحتاج إلى قادة فعليين، لا إلى متفرجين يكتفون بالانتقادات. أين هي اقتراحاتكم؟ أين هي أنشطتكم؟ هل تخافون من الفشل، أم أنكم راضون بالوضع الحالي؟ العمل السياسي ليس مجرد كلمات تُكتب على الشاشات، بل هو عمل فعلي يتطلب الجهد والالتزام.

لنكون صرحاء، الشبيبة التجمعية قد أثبتت أنها قادرة على تنظيم الأنشطة النوعية، من اللقاءات التأطيرية إلى البرامج التكوينية، وهذا ما يجعلها تتفوق على الآخرين. من خلال جهودها، استطاعت أن تُحدث تأثيرًا حقيقيًا على الشباب المغربي، وتساعدهم في تطوير مهاراتهم واستثمار طاقاتهم.

لذا، أوجه نداءً واضحًا لكم: استيقظوا! انطلقوا من مكاتبكم، وابدأوا في تنظيم الأنشطة، وكونوا فاعلين في حياة الشباب. لا تنتظروا أن تأتيكم الفرص، بل اصنعوا الفرص بأنفسكم. الوقت قد حان لتكونوا جزءًا من الحل، بدلًا من أن تكونوا جزءًا من المشكلة.

عندما نرى الشبيبة التجمعية تنجح في تنظيم الأنشطة النوعية، يتبادر إلى ذهني سؤال واحد: متى ستستفيقون أنتم؟هل ستستمرون في الاختباء خلف الشاشات، أم ستكون لديكم الشجاعة للخروج إلى الميدان؟

ما هي الخطوات التي ستتخذونها لإعادة تفعيل دوركم في المشهد السياسي؟ كيف ستسهمون في بناء جسر من الثقة بين الشباب والمؤسسات الحكومية؟هل ستظلون مشغولين بالحديث عن التحديات، أم ستبدأون في العمل على إيجاد حلول فعلية؟

لنكن صرحاء: العمل السياسي يحتاج إلى عزيمة وإرادة، وليس إلى الشكوى والتذمر.فهل أنتم مستعدون لمواجهة التحدي، أم ستظلون في زوايا التراجع، تراقبون الآخرين وهم يصنعون الفارق؟ الخيار بين أيديكم! احسموا أمركم، وابدأوا اليوم قبل فوات الأوان.
السباعي مصطفى

https://www.facebook.com/paraelmoumen

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى