مجتمعمنوعات

موكب أهل الله يُضيء سماء آسا: تجليات قرآنية في موسم “ملكى الصالحين”.

متابعة – إسماعيل دهبو – أسا.

في أجواء روحانية مهيبة، شهدت مدينة آسا تنظيم المسيرة القرآنية "موكب أهل الله"، بمشاركة واسعة من طلبة المدارس العتيقة الجهوية والوطنية، إلى جانب وفود الزوايا الصوفية من مختلف ربوع المملكة، وذلك ضمن فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية آسا "ملكى الصالحين" الذي امتد من 4 إلى 7 شتنبر 2025.

تجليات روحية وتراثية

الموكب القرآني، الذي انطلق من قلب الواحة التاريخية، جسّد لحظة استثنائية من التلاحم بين العلم والتصوف، حيث سار المشاركون في صفوف منتظمة، حاملين المصاحف ومرددين آيات الذكر الحكيم، وسط حضور جماهيري غفير من أبناء القبائل الصحراوية والزوار من داخل وخارج الإقليم. وقد تزينت الزاوية العريقة بألوان الطقوس الروحية، من حلقات الذكر إلى أمسيات المديح والسماع، في مشهد يعكس عمق التراث المغربي المتعدد الروافد.

حضور المدارس العتيقة: العلم في خدمة الروح

تميزت هذه الدورة بحضور نوعي لطلبة المدارس العتيقة، الذين قدموا من مختلف جهات المملكة، حاملين معهم إرثا علميا عريقا، ومجسدين لوحدة المرجعية الدينية المغربية القائمة على الوسطية والاعتدال. وقد أضفى هذا الحضور بعدا تربويا على الموسم، حيث نُظمت مسابقات في حفظ وتجويد القرآن الكريم، وندوات علمية حول التصوف التربوي وأدواره في بناء الإنسان.

الزوايا الصوفية: جسور المحبة والوصال

شاركت الزوايا الصوفية في "موكب أهل الله" عبر فقرات مشتركة في السماع والمديح، أبرزها الزاوية الشرقاوية التي كانت ضيف شرف هذه الدورة، مما أضفى على الحدث طابعا وطنيا جامعا. وقد شكل هذا التلاقي مناسبة لتجديد أواصر المحبة بين الزوايا، وتعزيز قيم التعايش والتسامح التي طالما ميزت التصوف المغربي.

موسم “ملكى الصالحين”: تراث حي في خدمة التنمية

 يُعد موسم زاوية آسا "ملكى الصالحين" من أبرز المواسم الدينية بالمملكة، حيث يجمع بين البعد الروحي والثقافي والتجاري، ويشكل منصة للتلاقي بين القبائل، وتظاهرة تعزز جاذبية الإقليم وتكرّس مكانته كفضاء للتنمية المتكاملة. وقد تم إدراج الموسم ضمن الجرد الوطني للتراث الثقافي المغربي، كما اعترفت به منظمة الإيسيسكو كتراث لامادي مغربي خالص.
 بهذا الموكب القرآني، تتجدد في آسا معاني السكينة والوصال، وتُبعث رسائل الأمل من قلب الزوايا إلى أجيال الغد، في مشهد يختزل روح المغرب العميقة: علم، تصوف، وتعايش.

https://www.facebook.com/paraelmoumen

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى